روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | كيف تبعد الكآبة.. بلا رجعة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > كيف تبعد الكآبة.. بلا رجعة؟


  كيف تبعد الكآبة.. بلا رجعة؟
     عدد مرات المشاهدة: 2697        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم تحية طيبة وبعد.. أنا فتاة  أعيش مع أهلي في احدى دول الخليج منذ الطفولة. مشكلتي أني أشعر بالوحدة وهو شعور رهيب مقيت يدفعني للقيام بأمور مستنكرة كالبحث عن الحب والاهتمام.

يمر علي أيام كاليوم مثلا أبكي بها بشدة ولا أستطيع التوقف. لم يتقدم لي أحد حتى الآن وهذا الامر يعزز من شعوري بالقلق من المستقبل والوحدة.

أفكر كثيرا بالتخلص من حياتي وأفكر دائما أنه ليس منطقيا أن الانتحار محرم وأن مصير المنتحر النار فكما أن بامكانك التخلي عن أي نعمة من الله بامكانك التخلي عن النعمة الاساسية وهي الحياة.

لم نأت الى هنا باختيارنا, نسعى في حياتنا بشتى السبل لتأمين الافضل ثم تمر أمور لا يمكن التحكم بها كالنصيب والزواج, محبة الناس, الخلل في الحياة الاجتماعية فتفقد الحياة طعمها خصوصا وأن السعي في هذه الامور متعب محبط.

لا أنتظر منكم فتوى تحليل الانتحار, ولكن أنتظر منكم حلا لابعاد الشعور بالكآبة والحزن والوحدة مع العلم أن هذه المشاعر عندي متذبذبة عندما أكافحها تذهب بعيدا ثم ترجع بعد حين فأضطر لمكافحتها ثانية.

طرق مكافحتي هي الانشغال بالعلم والعمل والرياضة والصلاة. كل هذه النشاطات تشغلني عن المشكلة ولكن لا تعالجها أو تجتثها نهائيا فتعود المشاعر الكئيبة وأضطر للمعاناة منها ثانية.

الأخت الكريمة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

الوحدة حال مخالف للطبيعة الإنسانية التى تقوم على وجود الآخر وتستهدفه وتسعى إليه وشعورك ومخاوفك وقلقك متفق تماما مع حالة السواء الإنساني في السعي نحو تجنب حالة الوحدة لذلك أخبرك بأن كل تلك المشاعر طبيعية وتنتاب كل الناس أو معظم الناس والفارق الوحيد أن الوحدة لدى البعض تكون اختيار أي أن الشخص يسعى إليها ويذهب إليها بمحض إرادته على الرغم من كثرة المحيطين به والبعض الآخر تكون الوحدة مفروضة عليه لم يختارها ولم يسعى إليها ولشدة وطئتها والإحساس بها تؤثر وتتغلغل.

وتسيطر على واقع الشخص وخياله وتدفعه إلى اليأس والاكتئاب وتضفي على الحياة لون أسود ذاهب إلى الانتحار كوسيلة للتخلص من الوحدة ومن الذات المملة.

الأخت الكريمة :فقط حينما يكون في حياتك شخص آخر يقودك هذا الشخص إلى ولادة طفل ستتحول حياة الوحدة إلى ذكرى وحال ستضحكين منه كثيرا كلما تذكرتيه لذلك أقول لك توجهي نحو الحياة نحو الواقع ونحو الآخر .

تحياتي وتقديري .

الكاتب: أ.د. خالد عبدالرزاق النجار

المصدر: موقع المستشار